الخطاب النقدي حول شعر عبد الرحمن بوعلي
د. محمد قاسمي
د. محمد قاسمي
ليست هذه الورقة دراسة في شعر الدكتور عبد الرحمن بوعلي، فذلك يحتاج إلى وقت أوفر لا يمكن أن تسمح به هذه المناسبة[1] . وليست شهادة في حق المحتفى به، ولكنها شيء أتمناه أكبر من الشهادة. فالشهادة قد يتبدد صداها بانتهاء المناسبة، ولا تبقى عالقة إلا بذهن المشهود له.ولذلك آثرت المشاركة في هذا اليوم التكريمي بتقديم شيء يخلد ذكر المحتفى به، والأمر يتعلق هنا بتوثيق كل ما كتب عن الشاعر عبد الرحمن بوعلي. وجعل هذه الورقة أرضية مرجعية للباحثين في الشعر المغربي المعاصر بعامة وفي شعر المحتفى به بخاصة. إنها ورقة ترصد وتحدد مختلف الدراسات والأبحاث والمقالات التي تناولت شعره في إطار منهجي يصنفها إلى خطابات يبلغ عددها خمسة وهي: الخطاب البيبليوغرافي- الخطاب المقدماتي– الخطاب المقالي– الخطاب الأكاديمي– الخطاب الاحتفالي.
وليست بين الأنواع المحددة حدود فاصلة، فهي متداخلة ومتشابكة، فقد يصبح الخطاب المقدماتي خطابا مقاليا إذا نقله صاحبه من فضاء التقديم إلى فضاء الجريدة أو المجلة. والأمر نفسه يسري على الخطابات الأخرى إذا غيرت من مناسبتها وفضائها. وهذا النوع من الكتابة هو السائد الآن إذ لا يمكنك التمييز بينها. أما تمييزي بينها في الأنواع السابقة فيأتي ليس اقتناعا بما تتمايز به هذه الخطابات بل لضرورة منهجية تسهل عملية المتابعة بالنسبة للحضور.
وتسهيلا للتتبع كذلك أرى من الضرورة الإشارة إلى حصيلة ما ألفه الشاعر عبد الرحمن بوعلي خلال مدة تزيد عن ثلاثة عقود للوقوف عند حجم الدراسات التي تناولت هذه الحصيلة.
للشاعر بوعلي ست مجموعات شعرية مطبوعة وهي مرتبة تاريخيا كما يلي:
1 – أسفار داخل الوطن (1976) – مطبعة الأندلس – البيضاء.
2 – الولد الدائري (1984) منشورات وزارة الثقافة والإعلام – العراق.
3 – وردة للزمن المستحيل (1984) – المطبعة المركزية – وجدة.
4 – الأناشيد والمراثي (1995)- منشورات كلية الآداب بوجدة.
5 – تحولات يوسف المغربي(2003) – مؤسسة النخلة – وجدة.
6 – الأناشيد والمراثي ومدن الرماد (2003) – مؤسسة النخلة – وجدة.
هل قاربت الدراسات الأدبية مجموعات الشاعر بوعلي كلها؟ وهل وفت هذه الدراسات الشاعر حقه من الدراسة ؟ ومن هم نقاد شعر عبد الرحمن بوعلي؟ إنها أسئلة لسنا مجبرين بالإجابة عنها؟ فيكفي إثارتها، ويكفي أن تطرح لتستفز باحثينا وطلبتنا لمحاولة الإجابة عنها. ولذلك قلت في البدء إن هذه الورقة أرضية للباحثين والدارسين، ويكفي أن نضع بين أيديهم نماذج من أنواع الخطابات التي تناولت شعر المحتفى به على الشكل الذي صنفناه سابقا.
أولا = الخطاب البيبليوغرافي:
تنقسم البيبليوغرافيا إلى وصفية وأخرى تحليلية، ولم نصل في المغرب - للأسف – إلى المستوى الثاني الذي هو أعمق من الوصف والإحصاء. غير أن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى أن دور النوع الأول أساسي، فهو القناة إلى المستوى الثاني، وهو ضروري لمعرفة الشاعر، ومعرفة سيرورة إنتاجه. فكم مرة يعجزنا سؤال أبنائنا عن ترجمة شاعر يعيش بين ظهرانينا.
والباحث عن اسم الشاعر عبد الرحمن بوعلي يجده حاضرا في المؤلفات البيبليوغرافية التالية:
- الأدب المغربي الحديث لعبد الرحمن طنكول: يذكر مجموعاته، ويذكر الأعمال التي تناولت شعر عبد الرحمن بوعلي بالدرس والتحليل.
- الأدباء المغاربة المعاصرون لعبد السلام التازي.
- دليل أعضاء اتحاد كتاب المغرب: باعتبار الشاعر عضوا في اتحاد كتاب المغرب، وتحمل مسؤولية كاتب الفرع.
- الأدب المغربي الحديث: لحسن الوزاني.
- بيبليوغرافيا الشعر المغربي الحديث والمعاصر في المغرب وسيرورة القصيدة – لصاحب هذا العرض.
- ديوان الشعر المغربي: صلاح بوسريف– بطاقة التعريف + قصيدة بعنوان وجه في الزحام.
- دليل الشعراء المغاربة: عبد الواحد معروفي.
- معجم مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري.
وليس هناك تفاوت بين هذه المؤلفات في إيراد معلومات عن الشاعر، عدا بعض الاختيارات الشعرية التي ينفرد بها كتاب ديوان الشعر المغربي الأقرب إلى الأنطلوجيا منه إلى البيبليوغرافيا.
وليس لورود اسم الشاعر وبعض قصائده ضمن هذه المؤلفات البيبليوغرافية سوى معنى واحد هو حضوره في الساحة الشعرية الوطنية والعربية.
ثانيا = الخطاب المقدماتي:
تحتل المقدمات – سواء تلك التي كتبها المؤلف أم غيره – مجالا هاما في الدراسات النقدية الأدبية بعد أن كان النص في ذاته الموضوع الأساس والمفضل خلال العقود السابقة. وترجع أهمية هذه المقدمات إلى كونها تساعد على التعرف على محيط النص، والإلمام بمقاصد مؤلفه وكيفية تلقيه من قبل الجمهور.
وقد تسير المقدمة – إذا كتبت بقلم مقدم آخر – في خط الكلام الإنشائي الذي لا يقوم إلا بوظيفة الخطاب الإشهاري. وقد تتمظهر في خطابات نقدية عبر دراسة عميقة وقراءة جادة. ثم إن اختيار المقدم لا يأتي اعتباطا، فهو المطلع الأول على العمل، وقد يأتي في صورة المشرف أو الزميل أو صاحب الاهتمام الموحد.
والبحث عن ظاهرة التقديم في مجموعات الشاعر بوعلي يفضي إلى ملاحظة أساسية وهي خلو المجموعات الثلاث الأولى من التقديم وانفراد (تحولات يوسف المغربي) بتقديم بقلم عبد القادر الغزالي الصورة والمرآة: يوسف وإخوته.
ويمكن أن نضيف إليها تقديم أحمد الطريسي أعراب للمجموعة المشتركة بين عبد الرحمن بوعلي ومحمد علي الرباوي وحسن الأمراني والمرحوم محمد منيب وهي بعنوان ( بين تجربة السقوط ورؤيا الخلاص في الشعر ) حيث تم الحديث عن مجموعة الأناشيد والمراثي للشاعر عبد الرحمن بوعلي.
ونموذجنا في هذا الصنف الأول من الخطابات هو تقديم الأستاذ أحمد الطريسي أعراب على اعتبار أن مقدم تحولات يوسف المغربي له أكثر من عمل في شعر عبد الرحمن بوعلي. وسنرجئ رأيه إلى خطاب لاحق.
يعترف د. أحمد الطريسي أعراب بداية أن عملية الاشتراك في عمل شعري لم تتم من الوجهة الفنية ولم تنطلق من وحدة الرؤية في المنطلقات والتصورات وعناصر الفن ونوعية الكتابة الشعرية. فالاختلاف واضح بين الشعراء الأربعة. من هنا ينطلق مقدم المجموعة من قراءة نصوص كل شاعر من غير أن يجعلها منغلقة على نفسها حتى لا يفقد التقديم وظيفته التي من المفترض أنها تدرس مجموعتهم في إطار مشترك.
أما القضايا المرتبطة بشاعرنا فيتناوله المقدم من جانب تجربة السقوط فيعلن قائلا: "وهذا عبد الرحمن بوعلي..يحاول اختزال وضع الإنسان..الذي افتقد ذاته الفاعلة في بناء أسس عالمه>>. وأما لغة الشاعر فهي– في نظره– << لغة تختزل الأشياء في شفافية متناهية، فهي لغة تعرف كيف تبني دلالتها من أقرب الطرق وكيف تجمع بين مختلف الأضواء والألوان التي تجد الصورة أكثر إشعاعا وإشراقا وشعرية". إن الشاعر بوعلي – في نظر د.أحمد الطريسي أعراب – " يتحسس الأشياء على غير عادة الناس، وينظر إلى الظواهر من خلال روابط خفيفة يصعب على الإنسان العادي أن يكتشفها، وبهذه الطريقة يعبر الشاعر عن إحساسه بالفقد وبهذه اللغة التي تختزل الأشياء يقف على هذه المفارقة الغريبة في الحياة". ويلخص أحمد الطريسي أعراب خصائص تجربة الشاعر فيعتبرها "تجربة لغة في الأساس"، واللغة ها هنا تبني صورها الشعرية على عنصري التكثيف والاختزال. ثالثا = الخطاب المقالي : المقالات التي تناولت شعر عبد الرحمن بوعلي كثيرة ومتنوعة، بعضها منشور بجرائد وطنية وبعضها الآخر منشور بمجلات ودوريات عربية. وقد ميزنا ضمن هذا الخطاب بين المقالات العامة، وهي التي تناولت بالدرس والتحليل شعر الجهة الشرقية. والمقالات الخاصة التي باشرت شعر عبد الرحمن بوعلي. نقرأ ضمن المقالات العامة: - الشعر المغربي في الإقليم الشرقي بين المواجهة والإحباط– أبو ياسين– البيان الثقافي– ع 25 – 20 / 21 فبراير 1983. ونقرأ ضمن المقالات الخاصة: - قراءة في ديوان عبد الرحمن بوعلي أسفار داخل الوطن– أحمد الشبيه الرداد – البيان الثقافي– ع 25 – 20 / 21 فبراير 1983. - أناشيد الموت والحياة في شعر عبد الرحمن بوعلي– عبد القادر الغزالي– مجلة نزوى– عدد 35– يوليوز 2003. أعيد نشره بمجلة ضفاف– ع 5– 2003. - قراءة في قصيدة تحولات يوسف المغربي– عبد الله شريق- ملحق فكر وإبداع– 16 أبريل 2004. وهو في الأصل مداخلة ألقاها صاحبها بمناسبة توقيع القصيدة / المجموعة. ويمكن إدراجها ضمن الخطاب النقدي الاحتفالي اعتبارا لمناسبة الخطاب. ولم تقتصر الدراسات الخاصة بشعر عبد الرحمن بوعلي على الأقلام المغربية بل تعدت ذلك إلى المجلات العربية، وأشير هنا إلى دراستين الأولى منشورة بـالثقافة العربية ( الليبية ) والثانية بجريدة البعث ( السورية ). يقرأ عبد القادر الغزالي في دراسته الآنفة الذكر ثلاث مجموعات شعرية لعبد الرحمن بوعلي هي: الطين والكلمات (المخطوطة) ومدن الرماد والأناشيد والمراثي الصادرتين مؤخرا ضمن مؤلف واحد. وخلاصات الباحث عبر دراسته هي أن المجموعات الثلاث وغيرها من الدواوين المنشورة تؤرخ لمسيرة كتابية عسيرة ومضنية لأنها علامات بارزة شاهدة على حسن الإنصات، وتمثل نبض الحياة الوطنية والقومية والإنسانية، في الوقت الذي تراهن فيه على التفرد والأصالة الذاتية بتنويع المداخل الإيقاعية والتخييلية. ص 247 يقول الباحث مفتتنا بشعر عبد الرحمن بوعلي: << الافتتان بالشعر والقصيدة هو الرغبة المسيطرة في هذه الطقوس الكتابية الموصولة بقوة الحياة ، احتفاء بالمحبة والصداقات العميقة المغروسة بعمق في الكيان الذاتي والجماعي تخليدا لرموز أساسية مضيئة ومشرقة على الصعيد المحلي والقومي والعالمي >> ص 251 .
رابعا = الخطاب الأكاديمي:
ونعني به المؤلفات والأطاريح والرسائل والندوات والأبحاث الصادرة عن المؤسسات الجامعية:
- في مجال التأليف الجامعي: نذكر:
- القصيدة المغربية الحديثة: حتى وإن لم يكن الشاعر بوعلي ضمن الشعراء النماذج المختارة فقد أدرجه المرحوم عبد الله ضمن الشعراء الذين أنتجوا شعرا خلال فترة سنوات السبعين وهي الفترة التي اختارها إطارا زمنيا للبحث.
- ويحضر شعر عبد الرحمن بوعلي بقوة في مؤلف ثان هو شعر الطليعة في المغرب وهو البحث الأكاديمي لعزيز الحسين حيث يتخذ من قصيدته ( إشراقات جديدة ) المنشورة ضمن أسفار داخل الوطن نموذجا للدراسة.
- ويحضر أيضا في البحث الأكاديمي للأستاذ عبد الرحمن حوطش الموسوم بـشعر الثورة.
وفي مجال الندوات:
أقيمت بمدينة وجدة ندوات عدة، يهمنا منها تلك التي لها ارتباط بالحركة الشعرية بالجهة الشرقية ولعل أهمها ندوتا (المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر) وقد نظمت عام 1986 و(حاضرة المغرب الشرقي ) وقد نظمت عام 1988.
أما الأبحاث والدراسات التي لها ارتباط بشعر عبد الرحمن بوعلي فيمكن رصدها كما يلي:
- حركة الشعر المعاصر في المغرب الشرقي – للأستاذ عبد الرحمن حوطش - ضمن ندوة المغرب الشرقي بين الماضي والحاضر.
- شعرية الفضاء المصادر – محمد منيب البوريمي - ضمن الندوة الثانية.
- التصوف بعض تجلياته في الشعر المغربي– شعراء حاضرة وجدة نموذجا– محمد علي الرباوي– ضمن الندوة الثانية.
وانصب اختيارنا على الدراسة الأولى لأن شعر بوعلي فيها أوفر حضورا.
يعالج الأستاذ عبد الرحمن حوطش في حركة الشعر المعاصر في المغرب الشرقي شعر ستة شعراء هم: حسن الأمراني – محمد علي الرباوي – عبد الرحمن بوعلي – محمد بنعمارة – محمد منيب – محمد لقاح..
ويقسم الباحث هؤلاء الشعراء إلى تيارين: الأول عروبي والثاني إسلامي.
يقول عن الأول: " التيار العروبي المتميز بتلك المواقف الوطنية والقومية. وقد تتضمن المواقف الإنسانية كذلك التي وقفها بعض الشعراء من أمتهم العربية في المغرب وفي المشرق ن منطلقين في تلك المواقف جميعها من منطلق إيديولوجي محدد". وما يهمنا من تعريفه هذا هو الشق الثاني الذي يصنف فيه الشعراء الستة قائلا: " ولعل الشعراء عبد الرحمن بوعلي ومحمد منيب البوريمي ومحمد لقاح من أبرز الشعراء الذين يمثلون هذا التيار الآن".
وتكتمل الحسبة طبعا بانتماء الثلاثة الباقين إلى التيار الإسلامي، بدليل قوله: " وفرسان هذا التيار في المغرب الشرقي هم الشعراء: حسن الأمراني ومحمد بنعمارة ومحمد علي الرباوي ".
وما يهمنا من هذا التقسيم هو تصنيف الشاعر عبد الرحمن بوعلي ضمن تيار عروبي. وهو ما سيسميه محمد منيب البوريمي ومحمد علي الرباوي في دراستيهما المشار إليهما سلفا بالتيار الواقعي الاشتراكي.
على مستوى الرسائل الجامعية تكفي الإشارة إلى دراسة الأستاذ الشاعر محمد علي الرباوي عن شعراء المنطقة الشرقية التي شكل الشاعر عبد الرحمن بوعلي أحد أقطابها، إلى جانب ثلة من الشعراء.
على مستوى بحوث الإجازة يمكن الإشارة إلى البحوث التي تناولت شعر المنطقة الشرقية، وهي من المفترض - بل من الأكيد – أن تشير إلى شعر عبد الرحمن بوعلي. ويمكن التمثيل هنا بالبحوث التالية:
عنوان البحث
اسم الطالب
رقم البحث
الموسم الجامعي
حركة الشعر المغربي المعاصر بالإقليم الشرقي
حميدة بنقدور
786
1985- 1986
الهندسة المقطعية للمتن الشعري المعاصر بالمغرب الشرقي
يحيى الشيخ
1153
تشكيل البنية الصوتية في اللغة الشعرية شعر المنطقة الشرقية نموذجا
رحمة اشويحات
1699
تفاعل الشعر المغربي مع أزمة الخليج العربي المنطقة الشرقية نموذجا
الميلود كيساري
2473
1991-1992
أما البحوث الجامعية المتصلة اتصالا مباشرا بشعر بوعلي فيمكن التمثيل بما يلي:
عنوان البحث
اسم الطالب
رقم البحث
الموسم الجامعي
الرؤية المأساوية في الشعر المغربي المعاصر : بوعلي والقمري نموذجين
خالد قلة
1244
دراسة فنية وموضوعية لديوان وردة للزمن المستحيل
عبد العزيز المحجوبي
2545
1991-1992
القصيدة المغربية بين التراث والحداثة: ديوان المغرب الشرقي نموذجا
قاسو ليلى
4089
1997-1998
خامسا = الخطاب الاحتفالي:
وأقصد بها النقود والدراسات التي جاءت في سياق الاحتفاء بالشاعر، إثر توقيع إصدار جديد أو إثر نيل الشاعر إحدى الجوائز التقديرية. وقد ابتعدت عن تسمية هذا النوع من الخطاب بالنقد المناسباتي اعتبارا لجدية هذه المداخلات ومحاولة بلوغها الموضوعية رغم ظروف الاحتفاء التي تلزم الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو المحتفين.
ونذكر ضمن هذا النوع:
حفل توقيع قصيدة ( تحولات يوسف المغربي ) بتاريخ 13 مارس 2004 مندوبية وزارة الثقافة حيث شارك الأستاذان عبد القادر الغزالي وعبد الله شريق بمداخلتين، الأولى بعنوان:
- قراءة في تحولات يوسف المغربي – عبد القادر غزالي.
- والثانية بعنوان: شعرية القصيدة الدرامية: قراءة في قصيدة تحولات يوسف المغربي– وقد نشرت بملحق فكر وإبداع – 16 أبريل 2004.
ويدخل ضمن الخطاب الاحتفالي الأيام الدراسية التكريمية : ونستحضر هنا اليوم الدراسي الذي أقامه المركز الثقافي بجرادة بالتنسيق مع اتحاد كتاب المغرب فرع الناظور بتاريخ8 مايو 2004 تكريما للشاعر . وقد شارك فيه ثلة من الباحثين نذكر منهم:
- جميل حمداوي - شعر عبد الرحمن بوعلي: قراءة في العناوين.
- بوشعيب بنيونس - قراءة في شعر عبد الرحمن بوعلي.
- عبد القادر الغزالي - قراءة في تحولات يوسف المغربي.
والأسماء عينها هي التي تكرم اليوم الشاعر: 18 يونيو 2004 – بهذه الكلية العامرة-كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة.
بقي أن أشير إلى أن الإدلاء بشهادة في حق الشاعر تعتبر من دعائم الخطاب الاحتفالي، ولذلك فإن الملف الذي نشرته مجلة ضفاف في عددها الأخير، وهو يتضمن شهادات الشاعر محمد بنعمارة وعبد القادر الغزالي والشاعر نفسه، يضاف إليها الشهادات التي سيدلي بها بعض أصدقاء الشاعر في اليوم التكريمي تشكل وثيقة يمكن اعتبارها أهم وثائق الخطاب الاحتفالي.
مميزات هذه الخطابات:
بعد هذه الرحلة مع دارسي شعر عبد الرحمن بوعلي، نقف لنقول:
من خلال هذه الدراسات فالشاعر شاعر سبعيني (عبد الله راجع) ومن شعراء الطليعة في المغرب (عزيز الحسين).
وعن موقعه المحلي أو الجهوي فهو شاعر عروبي من منظور (عبد الرحمن حوطش) وشاعر ينتمي إلى التيار الواقعي الاشتراكي من منظور الأستاذين (محمد منيب البوريمي– محمد علي الرباوي).
أما خصائص شعره فتتميز حسب الدراسات المعلن عنها بقدرة الشاعر اللغوية على التكثيف والاختزال حسب رأي الطريسي.
مجموعات الشاعر نالت حظها من البحث والدراسة إما في شكل تقديم (الأناشيد والمراثي وتحولات يوسف المغربي) أو في بحث (وردة للزمن المستحيل) أوفي شكل مقال (أسفار داخل الوطن)، أو عبر قراءة عناوين المجموعات كلها (جميل حمداوي).
قصيدة تحولات يوسف المغربي نالت حظها الأوفر من الدراسة أكثر من أخواتها.
مجموعة الولد الدائري لم تنل حظها من الدرس والتحليل لسوء توزيعها وعدم وصولها إلى القراء. لذلك فالشاعر مدعو إلى إعادة طبعها.
أغلب دارسي شعر بوعلي من أبناء الجهة، ودارس بشعره بامتياز هو صديقه الباحث والشاعر عبد القادر الغزالي.
تغيب دراسة جامعة مانعة تشتغل بشعر عبد الرحمن بوعلي في كليته، كاشفة عن مظاهر تطوره، محددة عوالمه الذاتية والموضوعاتية، مبينة خصوصيتها الممكنة. هي دعوة صريحة لرد الاعتبار للشاعر.
[1] - قدمت هذه الورقة في اليوم الدراسي الذي أقامته كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة تكريما للشاعر عبد الرحمن بوعلي بمناسبة حصوله على جائزة البابطين للإبداع الشعري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق