إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

عبد القادر الغزالي: حوار مع الشاعر عبد الرحمن بوعلي 1

حوار مع الشاعر عبد الرحمن بوعلي
أجرى الحوار د. عبد القادر الغزالي 
الشاعر ليس إلاها يفرض حلا وإنما رجل كلمة وحكمة ونبوءة
وهنا تنتهي مهمته، وتبدأ بعدها مهمة الآخرين
تقديم
يعتبر الشاعر عبد الرحمن بوعلي من الشعراء البارزين في المغرب وهو إلى جانب كونه أستاذا جامعيا وفاعلا ثقافيا له تجربة شعرية متميزة تمتد من السبعينيات إلى اليوم، حيث نشر نصوصا ودواوين شعرية مهمة، انتداء من ديوانه البكر أسفار داخل الوطن 1977 ثم تخطيطات هيروغليفية على هامش الخامس من حزيران 1979 والولد الدائري 1982 (الذي نشر في بغداد ولم ينشر لحد الآن في المغرب) ووردة للزمن المستحيل 1984 والأناشيد والمراثي 1996 ومدن الرماد 2003 وتحولات يوسف المغربي 2003. وقد نال جائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في فرع أفضل قصيدة لدورة ابن زيدون قرطبة 2004، وهي القصيدة الموسومة بعنوان تحولات يوسف المغربي. ولقد كنا منذ أمد بعيد وبالضبط عندما نشر الشاعر عبد الرحمن بوعلي قصيدته هاته في الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي نعتبرها من أجود القصائد المغربية بل ونقلة نوعية في المشهد الشعري المغربي لأنها بنيت على أساس البنية اللغوية المركبة والكون التخييلي المعمق الجامع بين أنماط الكتابة المتنوعة، ولأنها سيرة شعرية درامية تؤرخ للذات الشاعرة وللإنسان العربي في عصر الهزائم والرجات الكبرى
وبمناسبة تحقيق الشاعر لهذا النجاح على الصعيد العربي كان لنا معه هذا الحوار الشعري باعتباره شاعرا يمتلك خلفية ثقافية وفكرية عميقة وتجربة حياتية وشعرية أعمق. وسنسعى في هذا الحوار أن نفترب بالدرجة الأولى من هذه القصيدة التي نشرت في ديوان يحمل نفس العنوان عام 2003
:الحوار  
صرحتم في كثير من التظاهرات الثقافية والقراءات الشعرية بأن قصيدة تحولات يوسف المغربي تعتبر نقلة نوعية في مسيرتكم الشعرية على امتداد عقود طويلة من الزمن، ترى ما هو المشترك والمغاير بين منجزكم الشعري السابق وما تحقق شعريا في هذه القصيدة بالتجديد؟
في اعتقادي كل قصيدة جديدة يكتبها شاعر إلا وتكون نقلة نوعية، بمعنى أن الجديد هو تراكم التجربة وانطلاق من العناصر الشعرية المنجزة إلى تشكيل عناصر شعرية جديدة، وإلا فإن النمطية هي التي ستغلب على الفاعلية الشعرية ثم يتوقف الإبداع. وفي اعتقادي أيضا وربما صار هذا الأمر مشتركا بيننا، على الأقل بيني وبينك وبين قرائي، فإن قصيدتي تحولات يوسف المغربي، التي كتبت في ظرفية تاريخية من حياتي الإيداعية والنفسية شكلت مثل هذه النقلة النوعية التي تتحدث عنها ، أستطيع أن أزعم أنني لن أكتب منذ كتابة التحولات وفق الصيغة القديمة التي ارتضيتها في دواويني السابقة, وأنا الآن أحاول أن أطور تجربة التحولات في أفق صياغة تجربة شعرية جديدة
، عنوان القصيدة تحولات يوسف المغربي مؤشر مركزي على التحول والحركة زدال على رهان متميز في رصد البؤر المضيئة في رسم ملامح الشخصية المركزية يوسف المغربي، ما طبيعة المكابدة الشعرية في تقديركم في ركوب هذا المركب الصعب المنجلي في المواءمة بين القصسدة والحكي؟
طبعا أي عنوان لا يوضع بشكل بريء ، إنه المفتا ح الأول في العمل الشعري باعتبار إشارته إلى المضمون الشعري أولا. وباعتبار دلالته على التجربة الحياتية التي تكون قد أنتجت القصيدة ولا شك أنني وإن كنت أعتقد أن الإبداع يأتي عفويا رسمت مخططا بطريقة لا واعية ، أي تحكم فيها لا وعيي، لأستجمع خيوط التجرية الحياتية الآنية والماضية والمستقبلية، كما كان يقول إليوت بالنسبة لعلاقة الفنان بطفولته وطفولة جنسه، ولأحدد المسارات الأساسية في واقعنا الراهن الذي لا يزداد إلا انهيارا يوما عن يوم، لأصل في آخر المطاف إبى أن أعبر تعبيرا دقيقا عن اللحظة الراهنة والمغرقة في الفجائعية، ثم لا تنس أن القصيدة كتبت سنة 1995، وهو تاريخ بداية الفترة التي ستتوج يما نعيشه الآن، وبهذا المعنى فإن القصيدة كانت تحمل نبوءة عن الانهيار الكبير الذي تعرفه جيدا، ولا أريد أن أسترسل في ذكر ملامحه، بمعنى آخر، وللإجابة عن سؤالك، فإت النكابدة الحياتية أنتجت مكابدة شعرية، وأن هذا الجمع أو المواءمة بين القصيدة والحكي إنما هو ضرورة جمالية للتعبير عن عنف اللحظة الراهنة وفجائعيتها
فضلتم في تصدير الكتاب الذي يضم بين دفتيه هذه القصيدة الطويلة ثلاث استشهادات. الأول من القرآن الكريم والثاني للشاعر العربي سعدي يوسف والثالث للشاعر اللبناني عباس بيضون، هل يمكن أن نعتبر هذه الاشتشهادات علامات كبرى للمرجعية التناصية التي تنسج الذات الشاعرة منها لحمة القصيدة الكلية؟
الاستشهادات التي وضعتها كمفاتيح أو قلائد ترصع جبهة قصيدة تحولات ليست مجانية أو عفوية كما يمكن أن نعتقد، وإنما هي علامات أساسية أولى لفهم القصيدة، فبالنسبة للآية القرآنية فهي تعرض لنا علاقة يوسف بإخوته كما وردت في القرآن الكريم، وتثبت الصراع بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبالنسبة لأبيات الشاعر سعدي يوسف فهي تطور هذا المعنى بالتركيز على واقع الإنسان العربي الذي ظهره إلى الحائط، أما أبيات الشاعر اللبناني عباس بيضون فتثير المرآة التي تعكس بشكل كم الأشكال وجوهنا ووجودنا ، هذه الإشارات بدت متكاملة فيما بينها باعتبارها تجعل الإنسان بورة وجودية وكونية تتقاطع فيها كل السلوكات، إن ذلك يفتح أمامنا الطريق لمعرفة ما الذي يحدث في عصرنا في الزمن الراهن بالتوازي مع ما وفع ليوسف مع إخوته في الماضي
نعتقد أن قصيدة تحولات يوسف المغربي سيرة شعرية جانعة للخاص والنشترك والفردي والجماعي، كيف يمكن توصيف هذه المعادلات الشعرية وهي تختمر في الفكر والوجدان لتكتمل تفاصيلها في بناء القصيدة العام؟
دائما أرى أن ما هو فردي خاص هو حكاعي مشترك، وأن ما هو حماعي مشترك هو فردي خاص، والشعر الحق إذا لم يكن سيرة شعرية جامعة للخاص الفردي والعام المشترك تنتفي منه الشعرية، والشاعر الحق كذلك هو الذي يستطيع كما يقول إليوت أن يجمع بين كتابة سيرته وسيرة جماعتة، وأعتقد أنني حاولت ما أمكنني في قصيدة التحولات أن أكون أمينا في الجمع بين سيرتي الشخصية قي لحظة من لحظات حياتي وبين سيرة جماعتي التي أنتمي إليها وعي عالمنا العربي الراهن، ومحاولتي الجمع هنا بين هذه المعادلات المختمرة في لبفكر والوجدان ليست بالمسألة البسيطة أو الميكانيكية كما يعتقد، بل هي عملية في غاية الصعوبة والدقة، لأن بناء القصيدة يجب أن يسمح لهذه المعادلات أن تجد مكانها في القصيدة وأن توظف توظيفا جيدا بحيث لا تظهر بادية للعيان، وهنا أتذكر ما قاله أحد النقاد حول أعمال بروست الذي شبهه بالمهندس الذي يبني عمارته على أعمدة ولكنه يخفيها عن العيان
هناك ميسم آخر في تقديرنا يميز هذه القصيدة يتجلى في أعادة رسم قصة الصراع بين الخير ولبشر وإصرار على نواجهة الزمن باختيار المستقبل، هل يمكن أن نعتبر ذلك باعثا من بواعث تثبيت صور القبخ والبشاعة وترسيغ ما يناقضها نت صزر الطهر والبراءة والحب والجمال؟
قصة الصراع بين الحق والباطل بين الخير والشر بين الجمال والقبح هي قصة أزلية، ذلك ما تحقق في قصة يوسف، وذلك ما يتحقق باستمرار بين بني البشر وبين الشعوب والأمم، ولذلك فإذا كان للشعر من وظيفة التطرق إلى هذه الثناؤية وهذا الصراع الأزلي بين الخير والشر، والشاعر لا تكتمل تجربته الشعرية إلا إذا قبل لعبة الحياة وانخرط في تجربة الكشف عنها دون الوقوع في مطب الأنانية والذاتية، ومن دون شك فقد كنت أريد أن أبين للقارئ بصفة عامة ولقارئي بصفة خاصة أن الحياة واسعة مع وجود هذا الجب الذي ألقي فيه يوسف، ومع وجود هذه الأنانية التي تطبع الطبيعة الإنسانية بطابعها، ومع وجود هذه العدوانية الشرسة الني تعم العالم
نصل إلى الخاصية المركزية التي نعتفد أنها مصدر القوة في القصيدة على المستوى اللغوي والتمثيلي والإيقاعي في عمق التحربة الحياتية التي تلتحم بشكل تفاعلي مع المقول الشعري، وفقها يتخقق التقاطع بين رحلة الذات في الكتابة والرحلة الفعلية من خلال الانتقال بين أهم العواصم والمدن العربية، كيف سكنت هذه السياحات في النفس فطفت على هذا النحو العجيب على جسد القصيدة؟
لا شك أن ما يثري التحربة الإبداعية هة ما يمكن أن نسميه الترحال، والترحال قد يكون في المكان وقد يكون ترحالا في التجربة الحياتية وفد يكون ترحالا في تجربة الكنابة، والخقيقة أنني في قصيدتي حمعت بين هذه التراخيل كلها، بخيث إنني عشت ترحالا سيئا في تجربتي الحياتية مع أشخاص كنت أكن لهم احتراما ولكمهم ظلوا بجهرون بالعداء ومن هنا جاءت تجربة ترحالب الثاني أي ترحال الكتابة ليتوج هذه النحربة
هناك أوجه متعددة لهذا التداخل الشعري بين الواقع والمتخيل في القصيدة، نذكر منه على وجه الخصوص وجه رسم ملامح صورة الشاعر المنفي والمغترب على امتداد هذه الجغرافيا التي استوطنت نفس الذات الشاعرة، هل نستطيع بهذا المعنى اعتبار القصيدة بيانا شعريا لإعادة النظر في الوضع الاعتباري للشاعر في الوطن العربي؟
الفصسدة هي احتجاج صارخ على ما يعانيه الانسان والمواطن العادي بشكل عام في عصر الهزيمة والاندحارات الكبرى وغياب القيم، وهو احتجاج لكل مثقف أو شاعر أو فنان على وضع كارثي وغير سليم، لهذا آتي في القصيدة على ذكر تاريخنا ورموزنا الأدبية والرموز الكونية، لأبين أن كل هذا التاريخ وكل هذه الرموز قد فقدت رمزيتها وأنه لم يبق لنا إلا البحر الواقف ونعال الناعز نصنعها للأقدام، فما الذي يرجوه الإنسان العربي من تاريخ حتى في جوانبه المشرقة إذا كان فاقدا لكرامته وإنسيته
نلمس في القصيدة إحساسا رهيبا بالفراغ ووعيا مأساويا بالدمار يذكرنا بالأرض الخراب لـ ت س إليوت، إلى أي حد بقيت الذات الشاعرة أسيرة المكان البئيس والزمن الردئ كما تفضلون نعته؟

تماما هذا ما أردت إبرازه في قصيدة تحولات فإذا كانت الأرض الخراب أو الأرض اليباب لإليوت فقد بكت عصرها وقدمت احتجاجا قويا على قتل الإنسان، فإنني في قصيدتي أحاول أن أبرز هذه المأساوية التي نكاد نتغافل عنها دائما ونحاول تغطيتها بقشور الحداثة والعصر، نعم إننا نريد أن نحقق الحداثة والتقدم والديموقراطية وكل القيم والشعارات العصرية التي تسمح للإنسان بالرقي والحرية وتضع كرامته فوق كل اعتبار ، ولكننا سنكون من الحالمين إذا اعتقدنا أن هذا هو ما ينقصنا فقط، فنحن لسنا إلا عبيد هذا الزمان، وللتحرر منه يجب أن نتحرر من هذه العبودية أولا
واضح أن الاشتغال على اللغة في القصيدة قد توج بهذا الشكل التعبيري الإيقاعي المتميز بالكثافة والاقتصاد والنجاح الملفت في بلوغ مدارج لغة شعرية بقدر ما توهم بالبسلطة والوضوح، تشير إلى رمزية بليغة، ما حجم اختراق اللغة لذاتكم مثلما ورد في القصيدة؟
في القصيدة إشارة لاختراق اللغة للجسد، وهو اختراق رمزي يدل على علاقة اللغة بالجسد، تلك العلاقة التي لا يمكن لأي كان أن ينفيها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا أحد يمكن أن يتجاهل لغة الجسد التي هي لغة خارقة، كب الفلاسفة وعلماء النفس والفنانين خاصة المسرحيين تحدثوا عن لغة الجسد، كروتوفسكي، وهو مسرحي عالمي شهير، تحدث عن الجسد واللغة، واهتم بالمسرح والممثلين من زاوية اهتمامه بالجسد، وله نظرية في تدريب الممثلين أساسها جسد الممثل، عبد الكبير الخطيبي تحدث عن الجسد والوشم (وهو كتابه) ، آخرون تحدثوا عن الجسد، طبعا أنا لست صاحب نظرية في الموضوع، ولكنني تعلمت من الحياة ومن تجاربي فيها أن الإنسان يستطسع أن يعبر بجسده إذا كان يرغب في ذلك، وأنا لا أستطيع أن أتصور جسدي خارج لغتي أو لغتي خارج جسدي، وهذه دلالة على عروبتي ومغربيتي في المقام الأول، وعلى أنني شخص لا يمكن أن أفصل بين جسدي ولغتي
نعود إذا شئتم إلى صراع الذات مع الزمن ، ويمكن في هذا المقام نعت الكتابة التخييلية المهيمنة في قصيدة تحولات بكتابة الثورة، كيف تحددت معالم هذا الصراع شعريا في تقديركم؟
أعتبر نفسي ثائرا في قصيدة التحولات، هكذا أحب أن أرى نفسي، وأعرف أن الكتابة التخييلية المهيمنة مهما كانت قوتها لا يمكن أن تحقق الثورة، ولكنني متمسك بهذا النعت، إنني ثائر جدا، ومن ذا الذي لا يثور في هذا العصر والإنسان يموت بالمجان، يموت معنويا عندما يقتل بالكيد والكذب والغدر، ويموت ميتة حقيقية عندما يقصف بالطوماهوك والقنابل العنقودية
ولكن رغم ذلك تهيمن نبرات تشكيكية وتساؤلات وجودية كبرى تمس القدر والمصير الإنساني وتوحي باستحالة الخروج من الدوائر المغلقة المتميزة باللاجدوى إلى درجة العبثية؟
هذه حقيقة العصر، كل ما فيه يدعو إلى الشك، وأنا لن أضيف إلى هذه الحقيقة شيئا جديدا ، فعندما تكثر المآسي لا بد أن يتساءل الإنسان إلى أين نمضي؟ وما هو المصير؟ وهذا سؤال نشكيكي في الوجود، لا أعتقد أن الفلسطيني أو العراقي أو الأفغاني في هذا العصر يستطيع أن يبقي على ذرة من الإيمان المطلق بالقيم لديه، فهو يقصف كل يوم، ويموت كل يوم، في عالم غافل أو متغافل عنه، فما الذي ننتظر منه أن يفعل؟ لا ننتظر منه إلا أن يشكك في الحياة كلها
يقودنا هذا السؤال إلى رمزية الجب، وتجاور ذلك مع صور التيه والضلال الذي يأخذ أشكالا تدرجية تتأسس وفقها كينونية الشخصية : أنا يوسف يا أبتما هي بواعث هذا الإعلان عن الاسم الشخصي في نظركم؟
اسم يوسف هنا ليس قناعا، كان يمكن أن أسمي هذا الشخص ابراهيم أو عبد الرحمن أو عبد القادر أو محمد، لا شيء سيتبدل، المهم أننا جميعا هذا اليوسف، وسواء أكان هذا مغربيا أو عربيا فهو يوسف
هل يمكن أن نعتبر فصيدة تحولات يوسف المغربي عربية مستقبلية، لأنها تشكل رهان الذات الشاعرة على تحدي الانغلاق والاصرار على وميض الأمل والحلم المنبعث من الشقوق
لا أستطيع أن أجازف بالقول إن الذات الشاعرة ترى هناك أملا ما في الأفق القريب أو البعيد أو المتوسط، ما أستطيع أن أؤكده أولا هو أننا نعيش في عصر فجائعي وعدواني، وثانيا لأن قدرة الانسان على تجاوز النكسات والنكبات كبيرة، وما أتمناه أن يجتاز إنسان هذا العصر هذه الفجائعية والمأساوية ليفضي إلى ضوء، ومن ضوء إلى ضوء إلى ضوء ، ثم لا ينبغي أن نطلب من الشاعر أن يأتي بالحل، الشاعر ليس إلاها يفرض حلا وإنما رجل كلمة وحكمة ونبوءة، وهنا تنتهي مهمته ، وتبدأ بعدها مهمة الآخرين
وجدة 08 05 2004


 




ليست هناك تعليقات: