تألق الشاعر عبد الرحمن بوعلي
تحولات يوسف المغربي
د.عبد القادر الغزالي
تحولات يوسف المغربي
د.عبد القادر الغزالي
ما يفتأ الإبداع المغربي شعرا ورواية ومسرحا ونقدا وبحثا، يؤكد جدارته في الريادة والتألق في المحافل الثقافية والتظاهرات العربية، من خلال التقدير والاعتراف الذي تحوز عليه الآثار الجادة وبتتويج الشاعر المغربي عبد الرحمن بوعلي بحصوله على جائزة مؤسسة البابطين في صنف أفضل قصيدة ترصد مسيرة الإنسان العربي في هذا الخضم من الأحداث الجسام والمواقف الجليلة التي تضع الحاضر والمستقبل موضع السؤال، يتأكد الجهد الشعري المبذول بغية ترسيخ الصوت الشعري الخاص والأصيل. هذه الالتفاتة من مؤسسة البابطين تكتسي طابعا رمزيا وتحقق بلا شك امتدادا في سياقات القراءة والتلقي، بما أنها مؤسسة للحلم المشترك والآمال العريضة على امتداد الوطن العربي الكبير.
ولا غرو فقصيدة "تحولات يوسف المغربي" وكما يدل على ذلك العنوان تنطلق في بنياتها النصية من الخاص والمشترك، الفردي والجماعي، على مستوى اللغة والصورة والخيال والإيقاع.
وإذا كان الوصف الوطني المغربي يحيل إلى الخاصية الوطنية فإن العمق القومي العام يؤشر على الرهان الشعري الذي وضعته الذات الشاعرة باختيار تفتيت الواحد إلى كثرة وتجميع الكثرة والتعدد ضمن إطار الوحدة الكلية.
اختيار قصيدة "تحولات يوسف المغربي" بوصفها أفضل قصيدة هو اختيار للتحول والحركة ونفي للثبات والسكون وتمجيد للسفر والبحث المحموم عن المختلف في البناء الشعري القائم على الصراع والمعاناة والمكابدة. فالقصيدة في حقيقتها عصارة تجربة عميقة اخترقت الشاعر عبد الرحمن بوعلي. فقد لامس أوجاع معظم المدن العربية وشارك الناس آلامهم وأحلامهم وحفرت جراحهم في قلبه عميقا، كما حمل على عاتقه مهمة ترجمة واقعهم ومتخيلهم شعريا. سكنه صمت الصحراء فراح يجوب "الربع الخال" استجابة لنداء خفي، لا نحسبه غير نداء الصدق والأصالة: نداء الشعر والقصيدة الصدامية بامتياز.
وقبل أن تحوز هذه القصيدة الطويلة قصب السبق كان الشاعر نفسه قد بوأها مكانة سنية بالنظر إلى إبداعه الشعري على امتداد عقود طويلة. فقد كان غبر في أكثر من مناسبة أنه قاسى في ولادتها الأمرين وكابد في تسويتها أصناف من المعاناة. لقد نحتها بلا ريب من صخر فما كانت لتستوي على ما هي عليه لولا هذا العناد والإصرار الكبيران. ثم إن إحساس الشاعر أنه أودعها من عقله وقلبه وحياته ومتخيله ما جعله يتوقف عن الكتابة فترة من الزمن والإلحاح على أن تكون هذه القصيدة تتويجا لتجاربه السابقة. إنها واسطة عقده الشعري، جامعة لخبراته اللغوية والإيقاعية والتخييلية، وقبل هذا وذاك فالقصيدة تأسيس لإنسانية الإنسان واحتفاء بالحب والجمال والصداقات الشعرية العميقة.
ولقد حظيت بابتهاج شعري خاص، إذ كانت لي وقفة نقدية في شعر الشاعر عبد الرحمن بوعلي حملت عنوان "أناشيد الموت والميلاد في شعر عبد الرحمن بوعلي" خصصت جزءا من هذه الدراسة لقراءة قصيدة "تحولات يوسف المغربي" اخترت لها عنوان "الصورة والمرآة: يوسف وإخوته"، فضل الشاعر مرة ثانية تشريفي بإثباتها في الكتاب/الديوان الشعري الذي يحمل العنوان نفسه. وكلما عاودت النظر في القصيدة/الديوان كلما اكتشفت أسرار جديدة، وحركية وحيوية متجددة، سواء على مستوى اللغة المسبوكة وفق ما تقتضيه المقامات والسياقات القولية أم على مستوى الأوزان والإيقاعات المتدفقة بيسر وبلا كد أو تصنع، أو على مستوى الصور المتلاحقة الصادمة.
ولا غرو فإنها قصيدة مستقبلية بكل المقاييس تعانق الحلم العربي الكبير في التحرر والوحدة وبناء المستقبل رغم ما تحبل به اللحظة الراهنة من انكسارات وتراجعات مريعة.
ولهذه الأسباب فحصول الشاعر على هذه الجائزة هو احتفاء بالشعر المغربي في المقام الأول، واعتراف وتقدير لدور الشاعر الرؤيوي في مسيرة التنوير المستقبلي، وتأكيد على الوضع الاعتباري للشعر على المستوى العربي.
ولا غرو فقصيدة "تحولات يوسف المغربي" وكما يدل على ذلك العنوان تنطلق في بنياتها النصية من الخاص والمشترك، الفردي والجماعي، على مستوى اللغة والصورة والخيال والإيقاع.
وإذا كان الوصف الوطني المغربي يحيل إلى الخاصية الوطنية فإن العمق القومي العام يؤشر على الرهان الشعري الذي وضعته الذات الشاعرة باختيار تفتيت الواحد إلى كثرة وتجميع الكثرة والتعدد ضمن إطار الوحدة الكلية.
اختيار قصيدة "تحولات يوسف المغربي" بوصفها أفضل قصيدة هو اختيار للتحول والحركة ونفي للثبات والسكون وتمجيد للسفر والبحث المحموم عن المختلف في البناء الشعري القائم على الصراع والمعاناة والمكابدة. فالقصيدة في حقيقتها عصارة تجربة عميقة اخترقت الشاعر عبد الرحمن بوعلي. فقد لامس أوجاع معظم المدن العربية وشارك الناس آلامهم وأحلامهم وحفرت جراحهم في قلبه عميقا، كما حمل على عاتقه مهمة ترجمة واقعهم ومتخيلهم شعريا. سكنه صمت الصحراء فراح يجوب "الربع الخال" استجابة لنداء خفي، لا نحسبه غير نداء الصدق والأصالة: نداء الشعر والقصيدة الصدامية بامتياز.
وقبل أن تحوز هذه القصيدة الطويلة قصب السبق كان الشاعر نفسه قد بوأها مكانة سنية بالنظر إلى إبداعه الشعري على امتداد عقود طويلة. فقد كان غبر في أكثر من مناسبة أنه قاسى في ولادتها الأمرين وكابد في تسويتها أصناف من المعاناة. لقد نحتها بلا ريب من صخر فما كانت لتستوي على ما هي عليه لولا هذا العناد والإصرار الكبيران. ثم إن إحساس الشاعر أنه أودعها من عقله وقلبه وحياته ومتخيله ما جعله يتوقف عن الكتابة فترة من الزمن والإلحاح على أن تكون هذه القصيدة تتويجا لتجاربه السابقة. إنها واسطة عقده الشعري، جامعة لخبراته اللغوية والإيقاعية والتخييلية، وقبل هذا وذاك فالقصيدة تأسيس لإنسانية الإنسان واحتفاء بالحب والجمال والصداقات الشعرية العميقة.
ولقد حظيت بابتهاج شعري خاص، إذ كانت لي وقفة نقدية في شعر الشاعر عبد الرحمن بوعلي حملت عنوان "أناشيد الموت والميلاد في شعر عبد الرحمن بوعلي" خصصت جزءا من هذه الدراسة لقراءة قصيدة "تحولات يوسف المغربي" اخترت لها عنوان "الصورة والمرآة: يوسف وإخوته"، فضل الشاعر مرة ثانية تشريفي بإثباتها في الكتاب/الديوان الشعري الذي يحمل العنوان نفسه. وكلما عاودت النظر في القصيدة/الديوان كلما اكتشفت أسرار جديدة، وحركية وحيوية متجددة، سواء على مستوى اللغة المسبوكة وفق ما تقتضيه المقامات والسياقات القولية أم على مستوى الأوزان والإيقاعات المتدفقة بيسر وبلا كد أو تصنع، أو على مستوى الصور المتلاحقة الصادمة.
ولا غرو فإنها قصيدة مستقبلية بكل المقاييس تعانق الحلم العربي الكبير في التحرر والوحدة وبناء المستقبل رغم ما تحبل به اللحظة الراهنة من انكسارات وتراجعات مريعة.
ولهذه الأسباب فحصول الشاعر على هذه الجائزة هو احتفاء بالشعر المغربي في المقام الأول، واعتراف وتقدير لدور الشاعر الرؤيوي في مسيرة التنوير المستقبلي، وتأكيد على الوضع الاعتباري للشعر على المستوى العربي.
د.عبد القادر الغزالي
جريدة الاتحاد الاشتراكي
الخميس 6 ماي 2004
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق