إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 2 مارس 2008

قصيدة سماء أخْرى


سماء أخْرى


-1-
ما بين سماءين منَ الحُلم،
وشمْسين منَ الدفْء،
تعود خديجة للرّقص..
فتُوقظ في شياطين الشِّعْر،
أقول لها:
ها عُمْري
يتمدّد بين جِدارين:
جِدار المنْفى..
وجِدار الموْت الأبدِي..
وها هيَ رائحة الموت المبثوثة..
في الجسد الواقف والمُلْقى،
تتهيّأ للعيد الوطنيِ
لتبدأ في الرقْص
على نغماتِ الرّاي.

-2-
... ... ...
لخديجة أسماءٌ توقظني في الفجر..
وتَخْذُلني في الليل الحالك،
لخديجة أقراط منْ ذهب أوْ ماس..
وأساور منْ حلم،
توقظني في الفجْر خديجة،
تحْضُنني ملْء الصّحْو
وتُقْرِؤني أبياتا ..
من أشعار «الماغوط» الملفوفة بالحُزن.
لخديجة عيْنان من القمْح الأصْفر
تبتسمانِ أمامَ محطة باص
وتتوّجني ملكا..
وأميرا مغدورا
وتقيم مراسيم الدّفن..
-3-
وخديجة حلمﹲ..
داهمني في الليل،
وأيقظني في الفجر ..
وشاكسني
حتّى صارَ مدادا
لقصائد لم أكتبْها،
ومنازل لم أهْجرْها،
ودفاتر ظلت
تسكن شِعْري.
-4-
ما بينَ سماءين من الحلم
وشمسين من الدّفء
تعودُ خديجةُ للرّقص
أقولُ لها:
أين تركت خديجة صُبّارك
أين وضعْت القلم الذّهبي وسافرت
وأين ضفائرُك السّوداء
ونعلك والأصباغُ
وأين قصائدُك المسْكونة بالحزن.
-5-
ما أشهاك خديجة..
حين أضُمُّك بيْنَ الأوراق البيْضاء
ما أشهاكِ خديجة ..
حين أتيهُ..
وأنفُخ فيكِ هوائي..
ما أشهاك خديجة
حين تغارين منَ الشمْس
وتمْتشقين اللون الأزْرق
نافذة للأحلام.
ما أشهاك خديجة..
حين يصير دمي ماء منشورا ...
بين الأوراق الميتة الصفراء،
وحين يُعاكسني مطرﹲ ينزلُ
منْ أبْراج الغيْم العالي،
وأنا أنظر للأعْلى..
أنظر، أنظر، أنظر...
عل سمائي تدْنو منِّي.
ما أشهاك خديجة..
حين أكون وحيدا،
يا أسمى امرأة
سكَنَت قلبي.
السعيدية: مارس 2006

ليست هناك تعليقات: