سماء أخْرى
-1-
ما بين سماءين منَ الحُلم،
وشمْسين منَ الدفْء،
تعود خديجة للرّقص..
فتُوقظ في شياطين الشِّعْر،
أقول لها:
ها عُمْري
يتمدّد بين جِدارين:
جِدار المنْفى..
وجِدار الموْت الأبدِي..
وها هيَ رائحة الموت المبثوثة..
في الجسد الواقف والمُلْقى،
تتهيّأ للعيد الوطنيِ
لتبدأ في الرقْص
على نغماتِ الرّاي.
-2-
... ... ...
لخديجة أسماءٌ توقظني في الفجر..
وتَخْذُلني في الليل الحالك،
لخديجة أقراط منْ ذهب أوْ ماس..
وأساور منْ حلم،
توقظني في الفجْر خديجة،
تحْضُنني ملْء الصّحْو
وتُقْرِؤني أبياتا ..
من أشعار «الماغوط» الملفوفة بالحُزن.
لخديجة عيْنان من القمْح الأصْفر
تبتسمانِ أمامَ محطة باص
وتتوّجني ملكا..
وأميرا مغدورا
وتقيم مراسيم الدّفن..
-3-
وخديجة حلمﹲ..
داهمني في الليل،
وأيقظني في الفجر ..
وشاكسني
حتّى صارَ مدادا
لقصائد لم أكتبْها،
ومنازل لم أهْجرْها،
ودفاتر ظلت
تسكن شِعْري.
-4-
ما بينَ سماءين من الحلم
وشمسين من الدّفء
تعودُ خديجةُ للرّقص
أقولُ لها:
أين تركت خديجة صُبّارك
أين وضعْت القلم الذّهبي وسافرت
وأين ضفائرُك السّوداء
ونعلك والأصباغُ
وأين قصائدُك المسْكونة بالحزن.
-5-
ما أشهاك خديجة..
حين أضُمُّك بيْنَ الأوراق البيْضاء
ما أشهاكِ خديجة ..
حين أتيهُ..
وأنفُخ فيكِ هوائي..
ما أشهاك خديجة
حين تغارين منَ الشمْس
وتمْتشقين اللون الأزْرق
نافذة للأحلام.
ما أشهاك خديجة..
حين يصير دمي ماء منشورا ...
بين الأوراق الميتة الصفراء،
وحين يُعاكسني مطرﹲ ينزلُ
منْ أبْراج الغيْم العالي،
وأنا أنظر للأعْلى..
أنظر، أنظر، أنظر...
عل سمائي تدْنو منِّي.
ما أشهاك خديجة..
حين أكون وحيدا،
يا أسمى امرأة
سكَنَت قلبي.
السعيدية: مارس 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق