كيف بدأت مسيرتي الشعرية؟ وإلى أين انتهت؟
محاولاتي الأولى كانت في أواخر الستينات وبداية السبعينات. كنت كأي شاب في ذلك الوقت أقلد الشعراء المشهورين مثل الشابي وبدر شاكر السياب . وكنت أقرأ كل ما أجده أو يصلني بنهم شديد، بدءا من قصص أرسيل لوبين ومسرحيات توفيق الحكيم وكتابات طه حسين والشعر القديم والشعر الرومانسي والشعر الفرنسي.
وبداية السبعينات كانت بالنسبة إلي مرحلة أساسية. في تلك الفترة انتقلت من مدينة وجدة الواقعة على الحدود المغربية الجزائرية إلى مدينة الدار البيضاء التي كانت مدينة أوروبية وثقافية بامتياز. وكنت أنا في ريعان الشباب والانطلاق والأحلام، أنا الآتي من الحدود إلى المركز.ومنذ ذلك التاريخ، وأنا أكتب دون أن أكترث بنتيجة كتابتي..
كانت قصائدي تتراوح بين ما هو ذاتي وما هو سياسي. وفي معظم الأحيان كان السياسي يطغى بحكم الظروف السياسية التي كانت تحيط بي، وكان هذا الطغيان يمنح لقصائدي لونها المباشر والصادم. ثم ما فتئت أن وجدت في دواخلي عوالم ثرية جعلتني أكتب شعرا جديدا، تتداخل فيه الأصوات وتشتد، وتعلو فيه النغمة الدرامية. وقصيدة "تحولات يوسف المغربي" هي التجسيد الحي لهذا النوع من الشعر.
أنا الآن في مرحلة قد أدعي أنها جديدة. ولكنها تتجه نحو مسارات أخرى مجهولة أنا الآن بصدد اكتشافها وصوغها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق